الحراك الدولي يهدف إلى امتصاص جبهة جنوب لبنان والتسوية لا تقارب (ال-ح-ز-ب) مقايضة.. صمود المحور من فلسطين إلى اليمن أطاح باليمين الإسرائيلي وأربك الأمريكي خاضعاً لطاولة التفاوض

• بيروت-أحمد موسى
لبنان |حراك دولي في المنطقة أبرزه أميركي لبلورة “صفقة” تؤدي إلى تهدئة مؤقتة في غزة وعمليات تبادل الأسرى ، وحراك غربي هدفه مقاربتان: الأولى “حصر لهيب جبهة الجنوب” ، والثانية “التشجيع على انتخاب رئيس للجمهورية” ، ولو من باب المجاملات (الدبلوماسية) في هذه المرحلة.

الحراك الغربي تصدرته في الساعات الأخيرة الزيارة القصيرة التي قام بها وزير الخارجية البريطاني (ديفيد كاميرون) وتعقبها زيارة لنظيره الفرنسي (STEPHANE SEJOURNE) الأسبوع المقبل ، ليتبعه وفقاً لمعلومات عن احتمال أن يُعرّج الموفد الأميركي (آموس هوكشتاين) على بيروت بعد زيارته المقررة لتل أبيب الأسبوع المقبل ، من دون تأكيد ذلك أي مصدر رسمي لبناني ، خاصة وأن حركة سفراء (اللجنة) الخماسية (فَشِلت) في أي خرق في جدار الأزمة السياسية اللبنانية ، وربما على التحرك المستقبلي للجنة ، إذ وفق مصادر معنية مواكبة وأقرب للمطبخ الدولي “طالما الحراك الأميركي في الثلاجة فإن الحلول المطروحة والتي ستطرح غير قابلة للترجمة على أرض الواقع وتبقى أقرب إلى أسمع ضجيجاً ولا أرى طحيناً”.

ملفات ثلاث مترابطة في المنطقة: صفقة غزة ، وهي مازالت عالقة في (زلعوم) التطرف (الصهيوني) والجواب الذي أعطاه الثنائي اسماعيل هنية ويحيي السنوار ، وتبعات الضربة (الأميركية-البريطانية) رداً على مقتل ثلاثة جنود أميركيين وعشرات الجرحى في قاعدة أميركية في الأردن ، واستمرار (التصعيد) في جنوب لبنان بالتزامن مع المساعي الدولية لسحب فتيل الحرب من هذه الجبهة.

ديفيد كاميرون ، الذي طرح جملة من العناوين التي تخرج لبنان من عنق الزجاجة وفق رؤيته ، لكنه لم تتعدى أكثر من جولة (استطلاعية) وجس النبض على مقربة من (مفاعيل) الحدود الجنوبية اللبنانية التي أصداؤها (أرقت) قيادته السياسية والعسكرية والبحرية من لبنان حتى البحر الأحمر ، فعندما يتحدث كاميرون عن “حاجته إلى ترسيم جديد للحدود وللتأكد من التوافق عليه ، وانسحاب قوات ح-ز-ب الله وإبعاده من الحدود شمال نهر الليطاني” ، معترفاً ومقراً أن ذلك “سيتطلب قوات جديدة عند الحدود” ملمحاً صراحةً ليكون للجيش دوراً حيوياً”. المسيرات الدبلوماسية والسياسية بعد مغادرة الهنغاري والبريطاني تشهد الأسبوع المقبل زيارة لوزير الخارجية الفرنسي الجديد في جولة تعارف مرفوعة على خماسية وعلى القرار 1701 قبل أن يخرق الموفد الأميركي آموس هوكشتاين جدار الصوت قادماً من تل أبيب إذا ما أحرز تقدماً مع الجانب الإسرائيلي.

لكن المفعول الرجعي والصدى لهذه الزيارات المكوكية فمعقود على اليوم التالي لغزة وليست متوازية مع جبهة فلسطين الشمالية مع لبنان ، مشكّلةً دول طوق للجبهة الجنوبية في مسعى لإخراج (الإسرائيلي) من مستنقع وحول القطاع ، وعليه يجرى “تعويم” شعار حل الدولتين ذات مفاعيل منتهية الصلاحية والدفع باتجاه ترفيع القرار 1701 إلى مقام “التطبيق” ضغطاً سياسياً وتهويلاً عسكرياً على لبنان وإلزامه خطياً بإجلاء ح-ز-ب الله عن الحدود لتأمين عودة المستوطنين إلى الأراضي المحتلة ، في وقت أنه على الحريصين يفرض عليهم الواقع (ميدانياً) على المندوبين الدائمين لدى إسرائيل والناطقين بإسمها سوحاً وتجوالاً على مصالحها (إسرائيل) أن يضغطوا عليها لتطبيق القرار الأممي والقراءات الدولية ذات الصلة.

وفيما بنيامين نتنياهو ينازع للبقاء في الحكم لإجهاض المحاكمة بتهم الفساد فقد أطلق بالونات حرارية في سماء صفقة العلقم (التبادل) وتآكل حكومته بفعل نهش التطرف ونهيق وزراء الحرب يبدو أن الضغط الذي يحيطه من عائلات الأسرى وقبوله رضخاً (لصفقة) التبادل ولو كلفه ذلك التضحية بحكومته وتفكيك ائتلافه ليعود ويستجدي وزراءه عدم الخروج من الحكومة على قاعدة أن ذلك “سيضر بوحدة الجانب الإسرائيلي” المنهك سياسياً والمتآكل عسكرياً والهش أمنياً.

وعليه ، دخل نتنياهو في مخاض عسير أمام م-ق-ا-و-م-ة فلسطينية وقفت وقفة رجل واحد في الميدان كما في المفاوضات ، ورديف لا يزال يسجل أهدافاً قاسية من لبنان مروراً بسوريا والعراق وصولاً حتى اليمن في مرمى نتنياهو ومن خلفه الأميركي-البريطاني ، فأبدت إسرائيل مرونة مع الوساطة القطرية وتمسكت بأولوية شروطها وانفتاحها على أي مسار يضمن إنهاء الحرب وانسحاب جيش الاحتلال وتحرير الأسرى وعلى رأسهم أثقلهم مروان البرغوثي وأحمد سعدات وعبدالله البرغوثي.

وفي بيان مشترك صادر عن حركتي ح-م-ا-س وال-ج-ه-اد أكد المؤكد في “إنهاء العدوان وانسحاب جيش الإحتلال إلى خارج القطاع ورفع الحصار والإعمار وإدخال متطلبات الحياة لأهالي غزة وإنجاز صفقة تبادل متكاملة”.

تكامل فلسطيني كشف المأزق الإسرائيلي ، وزيف أهدافه والفشل في تحقيقها ، ويمن يفتك في بحر أحمر قطع فيه أوصال إسرائيل ، ولبنان أشغل شمال فلسطين المحتلة سالباً النوم من عيون مثبةً أوهن من بيت العنكبوت ، وبريد أوروبي وغربي أفرغ من مضامينه مع صمود شعب فلسطين وتكاتف وتعاضد وحدة الساحات والمحور ، ليعود الوكيل بخفي حنين خاضعاً الأصيل لشروط التسوية بشروط الفلسطينيين وبتوقيع الارغام الأميركي-الإسرائيلي-البريطاني ، تسوية سياسية إقليمية دولية ليس قبلها ولا بالتوازي سيكون للتسوية الداخلية اللبنانية السياسية (الرئاسة اللبنانية) تحريك مياهها الراكدة ، خاصة وأن ح-ز-ب الله وفقاً لمصادر مقربة لا ترى أنه يحتاج إلى “المقايضة”.

• كاتب صحفي وناشر موقع “ميديا برس ليبانون”

Related posts